سان بطرسبرج، لندن (رويترز)

قال وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل، ثاني أكبر مُنتج روسي للنفط، لـ «رويترز» إن الشركة تعتزم اقتراح أن تمدد موسكو مشاركتها في اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بالشروط الحالية حتى نهاية العام الجاري.
وتخطط روسيا وبعض المنتجين من خارج أوبك بجانب دول المنظمة للاجتماع في يونيو أو يوليو لبحث تمديد الاتفاق، الذي تلتزم موسكو في إطاره بخفض إنتاجها النفطي 228 ألف برميل يوميا.
وقال علي كبيروف: «أعتقد أن مستوى 228 ألف برميل يومياً هو كمية صغيرة نسبياً، ورأينا التأثير الذي حصلنا عليه. لذا سأقترح الإبقاء على الاتفاق ومراقبة مخزونات «النفط العالمية»، باستثناء إيران».
وأضاف، أن قطاع النفط العالمي، الذي ينتج نحو 100 مليون برميل يوميا، ما زال يستغل الاستثمارات التي جرى القيام بها قبل الانخفاض الحاد لأسعار النفط قبل عدة سنوات، في ضوء الافتقار إلى اكتشافات نفطية كبيرة عالميا في الفترة الأخيرة.
وقال علي كبيروف إنه نظرا لانخفاض الإنتاج في فنزويلا والقيود المفروضة على صادرات الخام الإيراني، فإن قطاع النفط العالمي يجب أن يلتزم الحذر الشديد ويحافظ على استقرار أسعار النفط، بما في ذلك عبر اتفاق الإنتاج.
وأضاف أن لوك أويل تخطط لإنفاق ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار على صفقات شراء في القطاع، وبالأساس خارج روسيا.
وقال. إن من المتوقع أن يبلغ إنتاج لوك أويل النفطي، داخل وخارج روسيا، ما بين 85 و86 مليون طن (1.71-1.73 مليون برميل يوميا) هذا العام.
من جانبه، قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان لـ «رويترز» إن بلاده تدعم تمديد الاتفاق الحالي بين أوبك وحلفائها لخفض إنتاج النفط، مضيفا أنه يتعين اتخاذ إجراءات أكثر جدية في ضوء تطورات السوق في الآونة الأخيرة.
وذكر الغضبان أن الاتفاق الحالي لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا والمقرر أن ينتهي سريانه هذا الشهر أثبت «فعالية جزئية» في تقليص مخزونات النفط والمساعدة في تحقيق الاستقرار في السوق.
وقال على هامش مؤتمر للقطاع في سان بطرسبرج «التطورات في الآونة الأخيرة تظهر الحاجة لاتخاذ إجراءات أكثر جدية».
إلى ذلك، قال مورجان ستانلي في مذكرة بحثية إن تزايد توترات التجارة وتباطؤ الاقتصاد بصفة عامة، بجانب تراجع الطلب على النفط، يطغيان على أثر نقص الإمدادات ويؤديان إلى انخفاض أسعار الخام.
وبلغ خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة أمس الأول أدنى مستوياتهما منذ منتصف يناير عند 59.45 و50.60 دولار للبرميل على الترتيب، مع ارتفاع المخزونات الأميركية في ظل إنتاج قياسي وفي الوقت الذي بدأ فيه تباطؤ الاقتصاد العالمي في التأثير سلبا على طلب الطاقة.
وقال محللو مورجان ستانلي في مذكرة «الطلب آخذ بالضعف بوتيرة أسرع كثيرا مما توقعنا. بالنظر إلى البيانات الصادرة في الآونة الأخيرة، تلك الخاصة بسوق النفط وكذلك الاقتصاد الكلي، فإن فرص ذلك تتزايد على الأرجح».
وقال بنك الاستثمار إن بيانات الطلب على النفط لشهري مارس وأبريل مخيبة للآمال، في إشارة إلى أرقام الاستهلاك من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا والصين والهند والبرازيل وتايلاند، التي «تشكل 48% من الطلب العالمي على النفط» إجمالا.
وخفض البنك توقعاته لنمو الطلب على النفط في 2019 من 1.2 مليون برميل يومياً إلى مليون برميل يومياً، ليقلص بالتبيعة توقعاته لخام برنت للنصف الثاني من 2019 إلى ما بين 65 و70 دولارا للبرميل من 75 و80 دولاراً للبرميل.
وقال مورجان ستانلي «نتوقع لتراجع إمدادات أوبك، مدفوعا بمزيد من الانخفاض في إيران وفنزويلا بجانب نمو الطلب تمشيا مع الاتجاهات السائدة في الفترة الأخيرة، أن يؤدي لإبقاء سوق النفط في حالة عجز».
لكن البنك قال إنه في ضوء تقديرات أضعف للطلب على النفط «فإن توقعاتنا لارتفاع برنت إلى النصف الأعلى من نطاق السبعين دولارا أصبح من الصعب الحفاظ عليها».
وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار النفط امس بعد هبوطها إلى أدنى مستوياتها في نحو خمسة أشهر في الجلسة السابقة، لكن المعنويات تظل ضعيفة مع استمرار تعرض الأسواق لضغوط جراء ارتفاع الإمدادات الأميركية وتعثر الاقتصاد العالمي.
وبحلول الساعة 07.18 بتوقيت جرينتش، بلغ خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة تسليم شهر أقرب استحقاق 60.79 دولار للبرميل، بزيادة 16 سنتا أو 0.3 % عن سعر إغلاق الجلسة السابقة.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 51.84 دولار للبرميل، مرتفعا 16 سنتا أو 0.3 بالمئة عن سعر التسوية السابقة.
وكان برنت والخام الأميركي بلغا أدنى مستوياتهما منذ منتصف يناير أمس الأول، عند 59.45 و50.60 دولار للبرميل على الترتيب، وسط ارتفاع مخزونات الخام وإنتاج قياسي في الولايات المتحدة وبدء تضرر الطلب على الطاقة من التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وارتفع إنتاج الخام الأميركي إلى مستوى قياسي بلغ 12.4 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 31 مايو، بحسب ما قالته إدارة معلومات الطاقة أمس الأول، ليزيد 1.63 مليون برميل يوميا منذ مايو 2018.
وفي ظل ارتفاع الإنتاج، قفزت مخزونات الخام التجارية الأميركية 6.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 31 مايو، لتصل إلى 483.26 مليون برميل مسجلة أعلى مستوياتها منذ يوليو 2017.